تحت الحصار: «حوّارة مدينة أشباح»

الأربعاء 03 كانون الثاني 2024
قرية حوارة
مباني محترقة في بلدة حوارة إثر هجوم المستوطنين عليها في شباط الماضي. تصوير رونالدو شيميدت. أ ف ب.

في شباط الفائت، تصدّر المشهد وزير المالية الإسرائيلي، والوزير في وزارة الأمن، بتسلئيل سموطريتش حين قال إنه يجب محو قرية حوّارة من الوجود، وأضاف أن هذه مهمّة دولة «إسرائيل» لا مهمّة أفراد. في إشارة إلى الهجوم الذي شنّه المستوطنون على القرية الفلسطينية الواقعة في نابلس، والذي استشهد نتيجته شابٌ وجرح عشرات الفلسطينيين، وأحرقت خلاله عشرات المنازل والمحال التجارية ومئات السيارات.

تقع قرية حوّارة جنوب مدينة نابلس، ويقطنها حوالي سبعة آلاف فلسطيني. وهي كما باقي قرى الضفة الغربية، محط أنظار المستوطنين منذ سنوات. 

 يقطع شارع حوارة طريق القدس نابلس -كما كان يعرف قديمًا- القرية من منتصفها، فيقسمها إلى قسمين؛ شرقي وغربي، وهو من أهم الطرق في المنطقة، إذ هو الطريق الرئيسي الرابط بين شمال الضفة وجنوبها، بين القدس ورام الله ونابلس.

وللمستوطنين يعدّ هذا الشارع شارعًا رئيسيًا، إذ إنه جزء من شارع الستين، وهو شارع يقطع فلسطين من الناصرة شمالًا، وحتى بئر السبع جنوبًا، وهو طريق المستوطنين الرئيسي للوصول إلى مستوطنات ما يسمى «غلاف نابلس»، ويربط ما بينها أيضًا وما بين مستوطنات منطقة رام الله والقدس.

قبل دعوات سموطريتش لمحو القرية، وبعدها، تتعرّض قرية حوّارة منذ سنوات لهجمات متكررة من المستوطنين، وتحديدًا لأنها محاطة بمستوطنات يسكنها أكثر المستوطنين أيديولوجية، سواء في مستوطنة «يتسهار» أو«تبواح» و«حافات شاكيد» بالإضافة إلى النقاط العسكرية على التلال فوقها. وما ينطبق على حوّارة ينطبق على قرى الضفة الغربية بأشكال مختلفة، إذ ومنذ سنوات تشهد الضفة الغربية تصاعدًا في اعتداءات المستوطنين، وتتركز هذه الاعتداءات في الريف. فمثلًا شهد العام 2021 حوالي 1100 اعتداء، وارتفع في 2022 إلى حوالي 1200 اعتداء، وبحسب هيئة مكافحة الجدار والاستيطان، وصل عدد الاعتداءات في النصف الأول من هذا العام إلى 1148 اعتداء، وهذا كان قبل طوفان الأقصى، والسعار الذي أصاب المستوطنين معه، والذي عنى تصاعدًا حادًا في عمليات القمع والتهجير للفلسطينيين في قرى الضفة، بدعم حكومي إسرائيلي متصاعد، من شواهده توزيع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بنادق على مستوطني الضفة. 

قبل اندلاع طوفان الأقصى، كانت حوّارة تتعرّض لإغلاقات مع كلّ عملية مقاومة تنفذ في القرية، وكان آخرها إغلاقًا فرضه الاحتلال مع العملية التي نفذت يوم الخامس من أكتوبر، إذ أجبر الاحتلال المحال على إغلاق أبوابها، وانتشر الجيش بشكل كبير في القرية، وتم تشديد الإجراءات على الحواجز الاحتلالية. 

ومع العدوان على غزة، شدّد الاحتلال ومستوطنوه الهجمة على الضفة الغربية، ما أدى لارتقاء أكثر من 300 شهيد حتى اليوم، وتحوّل الإغلاق الذي عرفته حوّارة حصارًا كاملًا، فلم يعد الأهالي قادرين على التحرك داخل قريتهم، ولا على فتح محالهم.

في الفيديو التالي من قرية حوّارة، نستعرض الحصار المفروض على القرية، وكيف يتعامل أهل القرية معه، وما الذي يعنيه أن يعيش المرء مترقبًا هجمات من المستوطنين المسلّحين، والمدعومين دومًا من جيش الاحتلال. 

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية