أطفال وطلبة وتجّار: لماذا يتعلم الأردنيون اللغة الصينية؟

الإثنين 12 حزيران 2023
تصميم محمد شحادة.

قبل خمسة آلاف عام تقريبًا، أوكلَ الإمبراطور الصيني الأصفر لتسانغ جيه (Cangjie) مهمّة اختراع رموز يمكن استخدامها لتسجيل المعلومات بدلًا من طريقة عقد الحبل. عكف تسانغ جيه لأيام على ضفة نهر دون أن يتمكن من اختراع رمز واحد، حتى أدرك فجأة أنه في كل مرة ينظر للنجوم عندما يرفع رأسه للسماء، يستطيع أيضًا تمييز آثار الحيوانات والطيور على الأرض. وهكذا، أعدّ قائمة طويلة من الرسومات بناءً على خصائص وآثار المخلوقات والجمادات، وعرضها على الإمبراطور الذي دعا رؤساء الوزراء في كل مقاطعة من المقاطعات التسع لكي يتعلموا نظام الكتابة الجديد.[1] 

تحكي هذه الأسطورة قصة نشأة الأحرف الصينية، التي تتكون من 100 ألف رمز تقريبًا، ثلاثة آلاف منها يستخدم بشكل شائع، بحسب فلاسفة كونفوشيوسيين. أمّا كونفوشيوس نفسه، الملقب مجازًا بنبي الصين، فقد أسس مذهبًا يتضمن كل التقاليد الصينية في فلسفة قائمة على القيم الأخلاقية شكّلت حجر الأساس للثقافة الصينية. عنيَ كونفوسيوش بتفسير وظائف اللغة قائلًا «إن كلمة واحدة يمكن أن تجعل البلد مزدهرًا أو مقفرًا»، في إشارة لما اعتبره الوظيفة الأخلاقية والسياسية للغة، والتي تضاهي وظيفتها التواصلية أهميةً.

في الصين، أقيمت المعابد على ضفاف الأنهار تكريمًا لذكرى تسانغ جيه في اختراع الرموز وحفظ الثقافة والحضارة الصينية. وخارجها، يوجد أكثر من 500 معهد يحمل اسم كونفوسيوش في 134 دولة كجزء من مبادرة الحزام والطريق لنشر الثقافة واللغة الصينية. تأسس معهد طلال أبو غزالة كونفوشيوس في الأردن في أيلول 2008 وبدأ بـ43 طالبًا وطالبة. ويتوافد اليوم على المعهد مئات الزوار الذين تتراوح أعمارهم ما بين سبعة و70 عامًا لتعلم اللغة الصينية أو تقديم اختباراتها أو حضور أنشطة المعهد.

اللغة جسرًا

ثلاثة أيام في الجامعة وثلاثة أيام في العمل ويوم للاستراحة هي تقسيمة الجدول الأسبوعي لزين، طالبة جامعية في السنة الثانية من تخصص اللغة الصينية الذي استحدثته جامعة فيلادلفيا الخاصة عام 2017. أما الدراسة، فلا وقت محدد لها ولها كل الوقت أيضًا؛ في المواصلات العامة، أو بعد انتهاء الدوام الجامعي، أو خلال الاستراحات أثناء العمل كمسؤولة مبيعات في مول للألبسة، من أجل تسديد مصاريف ورسوم دراستها البالغة 20 دينار للساعة.

بدأ حب زين للغة الصينية من مشاهدتها أفلام ومسلسلات الأنمي الآسيوية عام 2020، حيث أعجبت بالثقافة الصينية وقيم الانضباط واحترام الأسرة وإتقان العمل فيها. كتبت حينها في محرّك البحث يوتيوب «أساسيات اللغة الصينية»، وأدركت بعد متابعتها بعض الفيديوهات أن الصينية لغة «لا يمكن تعلّمها في عشرة أيام أو دون معلم»، مثلما تقول الكتيّبات التجارية. عام 2021، قررت زين التخصص جامعيًا في دراسة الصينية، ولم يتح لها معدلها خيار التنافس للالتحاق بالجامعة الأردنية، لكن جامعة فيلادلفيا بدت خيارًا مناسبًا، خصوصًا وأنها تدرّس الحضارة الصينية جنبًا إلى جنب مع اللغة.

لم تتوقف زين عن التشكيك في قدرتها على تعلم اللغة في أول مساقات التخصص «اللغويات»، حيث من الصعب التمييز بين نغمات اللغة الصينية المعيارية الخمس، والتي من شأن كل واحدة منها تغيير المعنى. استغرقتْ زين فصلًا دراسيًا حتى «تقبّل لسانها اللغة» وتجاوزت الشعور بالصداع بعد كل محاضرة جراء التدريب المتكرر على النطق. مع قضاء ساعات متأخرة من الليل في زيادة حصيلتها اللغوية والتدرب على اللفظ واستكشاف طرقٍ للتعلم، أصبحت زين تقضي وقتًا على فيديوهات «الإنستغرام» وتطبيق «ديولينغو» الذي يشرح اللغة بأسلوب ممتع، وتمارس اللغة مع زميلاتها في الدفعة، وتجمع المجلات الصينية التي توزّع في «القرية الصينية»، وهي مساحة ثقافية تنظم فيها الجامعة معارض واحتفالات الأعياد الصينية.

في ظل ارتفاع تكلفة التعليم الجامعي في الأردن والتصنيفات المميزة للتعليم الجامعي الصيني، باتت الجامعات الصينية وجهة مناسبة لإكمال الدراسة للطلبة الأردنيين.

«وضعتُ اسمي في جملة مفيدة»، تصف زين إنجاز عامها الدراسي الأول، قائلة إن سعادتها بهذه الجملة لم تقلّ عن استكشافها مخارج للحروف لم تكن تعرف أنها موجودة. ولأن كل كلمة في اللغة الصينية تعبّر عن رسومات محددة، كانت ترى كل فقرة تكتبها كلوحة، وهو ما منحها شعورًا بالثقة للمشاركة في الفرص التي تشترط مهارات كتابيّة. عام 2022، شاركت زين في مخيم شتوي رقمي للتعرف على الثقافة الصينية مع جامعة بكين في الصين اضطرها «لشقلبة حياتها» بسبب فرق التوقيت بين البلدين، لكن حجم المعرفة التي اكتسبتها من تبادل النصوص وممارسة اللغة مع متحدثيها استحقّ العناء.

علّقت عائلة زين على اختيار ابنتهم لتخصص اللغة الصينية: «ما لقيتي غيرها؟»، إلا أنهم اليوم سعيدون باجتهادها وبأخيها الصغير الذي يرحّب بها عندما تدخل المنزل قائلًا «نيهاو» ويستمع معها للأغاني الصينية التعليمية. «لما أفضى، بدي أعلمه اللغة»، تقول زين التي تأمل مع نهاية دراستها أن تتحدث اللغة الصينية بطلاقة حتى تتمكن من العمل في التدريس أو الترجمة الفورية، وهي -برأيها- مجالات مطلوبة في سوق العمل بعد تنامي دور الصين كقوة عظمى. في كل الأحوال، تتطلع زين لتحصيل منحة تبادل ثقافي في سنتها الدراسية الثالثة ثم إكمال دراستها العليا في الصين، في حال استكملت وزارة التعليم العالي ابتعاث طلبة أردنيين لدراسة الماجستير والدكتوراه بعد الإغلاقات التي رافقت جائحة كورونا.[2] 

بالنسبة لمؤمن أبو السِّباع، مدير معهد طلال أبو غزالة كونفوشيوس، فإن الطلبة هم الشريحة الأكبر من رواد المعهد، بعدهم التجار وأبناء الجالية الصينية، إذ لا يأتون لتطوير مستواهم اللغوي فحسب، بل لتقديم اختبارات اللغة الصينية HSK/HSKK المعتمدة للحصول على منح دراسية توفرها الحكومة الصينية في مختلف التخصصات الجامعية. في ظل ارتفاع تكلفة التعليم الجامعي في الأردن والتصنيفات المميزة للتعليم الجامعي الصيني، باتت الجامعات الصينية وجهة مناسبة لإكمال الدراسة، «في طالب قرر يكمل طب بالصين على مضض، قلتله جرب فصل وشوف، طلع على الصين وبطّل بده يرجع»، مضيفًا أن الإعلام العربي المتأثر بالدعاية الأمريكية له دور كبير في ترويج صورة سلبية عن الصين، تتلاشى بمجرد أن يتعرف الشخص على الشعب وحضارته وتطوره، يقول أبو السباع.

الصينية لتوسيع العمل في التجارة

في ميناء العقبة، أخذ خالد[3] يتابع بتركيز ذراع الرافعة المتحرك ليضع أول شحناته البحرية على بر الأمان. أنهى يومها إجراءات التخليص الجمركي وهاتفَ شركة نقل داخلية كان قد رتّب معها لنقل حاويات أدوات منزلية وقرطاسية وإكسسوارات طلبها من الصين للتوزيع على 11 تاجرًا ومورّدًا في عمان والزرقاء. يعمل الخمسيني خالد، منذ ثلاثين عامًا في التجارة، عشرة منها في مساعدة والده الذي افتتح «الكار»، وعشرون سنة في الشحن البحري من الصين للأردن. منذ البداية، طلب خالد من والده افتتاح مكتب استيراد وتصدير في العقبة لتنظيم العمل وتوسيعه، لكن رفضه دفع خالد للانفصال في مشروعه التجاري الشخصي.

بدأ خالد في بناء شبكة علاقاته التجارية المحلية والخارجية بشكل مستقل عندما كان يبلغ من العمر 32 عامًا، وتعاقد مع مجموعة من معارفه من التجار -والذين توقف والده عن العمل معهم أو وصل لهم بمجهوده- بطريقة شفوية على عدد الحاويات التي يحتاجونها وموعد تسليمها. خالد، الذي لم يذهب في أي رحلة للصين، قرر أن يسافر لمقابلة التجار الصينيين بعد أن تحمل والده هذه المسؤولية. «لم أعرف عن طريقة إتمام والدي للمعاملات في الخارج، إلا إجراءات تقديم الفيزا وأنه كان يحمل في الجيب الداخلي لمعطفه دفتر صغير يدوّن عليه لفظ بعض الكلمات الصينية ومعناها بالعربية»، يقول خالد.

عالميًا، يتزايد الإقبال على تعلم اللغة الصينية، إذ قامت أكثر من 70 دولة بدمج تدريسها رسميًا في أنظمتها التعليمية الوطنية، وأضافت أكثر من 4000 كلية حول العالم دورات اللغة الصينية إلى مناهجها.

في أول زيارة قام بها خالد للصين عام 2004، طلب مترجمًا للمساعدة في اجتماع بلغت مدته نصف ساعة مقابل 500 ين صيني، أي ما يعادل 50 دينار أردني اليوم. «حاولنا نحكي بالإشارة بس ما زبطت»، لم يكن خالد يتحدث أي لغة أجنبية إلى جانب العربية، وشعر بالإحراج من موقفه في أول معاملة تجارية ينفذها. في عام 2017، وبعد عشرات الزيارات للصين، تحول الحوار الذي يجريه خالد مع نفسه من «كان ضروري أختلف مع أبوي؟» إلى «لازم أتعلم صيني»، إذ لاحظ محدودية الحوارات التي يجريها في الاجتماعات وتشابهها مع صياغة العقود التجارية.

«لا أنا جاي أتعلم زيكم»، قال خالد للطلبة الذين ظنوا أنه مدرّس المادة عندما سجّل في دورة لتعليم اللغة الصينية للمبتدئين في أحد مراكز تعليم اللغات قرب الجامعة الأردنية. كان هذا اليوم الأول والأخير في الدورة التي انقطع خالد عن حضورها جراء الانشغال والسفرات المفاجئة. لكن، وخلال توقف الشحن الذي رافق جائحة كورونا، وجد خالد الفرصة للعودة لتعلم اللغة الصينية، باحثًا عن معلم خصوصي لتقديم الحصص في المنزل وتنسيق مواعيدها بشكل مرن.

«في الغالب، كنت لا أستوعب، وحتى عندما أستوعب، كنت أنسى»، يصف خالد تجربته في تعلم اللغة بعد أربعة أشهر همّ خلالها بالتراجع عن الفكرة عدّة مرات، لكنه صمم على تعلم اللغة وزيادة عدد الحصص من اثنتيْن إلى أربعة في الأسبوع الواحد، بعد محادثة أجراها مع صديق صيني على الواتساب تمكن فيها من فهم معنى تسجيلاته الصوتية، مستعينًا بتطبيقات الترجمة على الهاتف. حينها، شعر أن تعلم اللغة ممكن، وامتلك دافعًا للالتزام بالحصص والصبر على نفسه، بدلًا من تشجيع ابنه الكبير على دراسة اللغة الصينية والعمل معه في التجارة.

«من راسي لراسه»، تمكّن خالد في أول زيارة بعد عودة حركة شحن الحاويات منتصف عام 2021 من الاستغناء عن خدمات المترجم وعقدَ اجتماعه وحده معتمدًا على مهاراته في المحادثة وعلى استخدام تطبيق لترجمة صورة العقد الذي وقّعه. في هذا الاجتماع، أعاد تعريف نفسه للتاجر الصيني، «كان بدي أحكي أي إشي بالصيني، خبرته عن اسمي وبلدي وأهلي ومعلومات هو بعرفها عني»، مشيرًا للاحترام الذي بادله إياه التجار الصينيين وهم يرونه يبذل مجهودًا للتحدث بلغتهم.

كان هدف خالد توسيع علاقاته مع الصينيين في مجال التجارة فقط، لكنه اليوم أصبح قادرًا على الاستماع للأخبار الصينية وفهمها، وبنى علاقات شخصية مع التجار الذي يدعونه للغداء ويعلمونه الأكل باستخدام الأعواد الصينية ويبادرون لحفظ بعض الكلمات العربية. «أنا في الصيني، شخص ثاني». يقول خالد إن أجمل ما في تجربة تعلم لغة جديدة هي اكتسابه لشخصية جديدة، وهو ما شعر به رغم مهاراته المتواضعة في اللغة وشعوره بخفقان القلب وتعرّق اليدين في كل مرة يتحدث فيها بالصينية.

يقبل التجار الأردنيون على الالتحاق بدورة الصينية لأغراض الأعمال في المعهد من أجل توسيع تجارتهم وأعمالهم، يقول أبو السِّباع، مشيرًا لارتفاع حجم التبادل التجاري بين الأردن والصين لأكثر من 4.4 مليار دولار أميركي واعتماد السوق الأردني على البضائع الصينية بنسبة كبيرة.

بوابة للفرص الوظيفية والدراسية

حاولت سارة (تسعة أعوام) بصعوبة الحفاظ على ثبات يدها وهي تخط بعض الكلمات بينما كانت والدتها ميادة تقلّها للمنزل بعد انتهاء إحدى حصص اللغة الصينية. وما إن توقفت السيارة، حتى طوت سارة الورقة مرات عديدة وقدمتها لوالدتها. وقبل أن تتمكن الأخيرة من رؤية ما كتب عليها: 我爱你، قالت سارة: «معناتها بحبك». كانت هذه الرسالة من أوائل ما تعلمت سارة كتابته بعد التحاقها بدورة تعليم اللغة الصينية في معهد طلال أبو غزالة كونفوشيوس منذ صيف 2022، وتستمر اليوم في المستوى الخامس منها، إذ يمتد كل مستوى من شهر ونصف لشهرين.

تشعر ميادة، وهي مديرة مشروع في إحدى المنظمات، بالمسؤولية تجاه طفلاتها الثلاثة في مساعدتهن أو «إعطائهن طرف الخيط» لاستكشاف اهتماماتهنّ باللغات تحديدًا لاعتقادها بأنها توسّع المدارك وأن «الصغار أشطر» في تعلمها. لم تكن سارة، وحدها من حظيت بفرصة تعلم الصينية، لكنها الوحيدة التي أظهرت شغفًا وبراعة، فاستمرت بها، بعكس جوانا التي وجدت اهتمامها في البيانو، وجود التي فضلّت دراسة اللغة الروسية. كل أسبوع، تجهّز سارة حقيبتها التي تحمل ميدالية دب الباندا مرتيْن، لحضور حصة في المعهد تقدّمها المعلمة الصينية بأسلوب تدريس تفاعلي يعتمد على الفيديوهات القصيرة والصور التوضيحية والألعاب.

«أنا ما بحكيلها ادرسي»، تعتمد سارة على نفسها في متابعة الحصص ومراجعتها إذ لا تتحدث والدتها اللغة، وتراها تعيد كتابة الكلمات أو مشاهدة الفيديوهات التي ترسلها المعلمة أو تحل بعض التمارين أو تتصفح صور الأماكن السياحية في الصين. تقول ميادة مازحة إن سارة في أحسن الأحوال تطلب منها إعادة الكلمات التي تقولها وثم تقوم بتصحيحها عندما تخطئ في النطق. لكنها تعتقد أن مهارات ابنتها تطورت ما بين المستوى الأول والخامس نقلًا عن شهادات المعلمات وفي ضوء التفاصيل التي تشاركها معها سارة من أغاني تحفظها في المعهد أو جمل تتعلم كتابتها.

لم تختر ميادة تعليم ابنتها اللغة الانجليزية لمستواها الجيد فيها عن طريق المدرسة، لكن اختيار الصينية تحديدًا جاء لانتشار اللغة الواسع، وللفرص التي يمكن أن تتيحها في التدريس والترجمة والتجارة والتكنولوجيا والعمل الدبلوماسي وإكمال الدراسة في الخارج. تعتقد ميادة أنه أيًا كان المجال الذي ستختاره ابنتها مستقبلًا، فإن معرفتها بالصينية -محادثة وكتابة- سيكون نقطة قوة لصالحها. في ظل التطورات التقنية المتسارعة التي تضاعف التنافس على الفرص، «الواحد بحاجة يتميز»، تقول ميادة.

ليست هذه وجهة نظر ميادة فقط، بل تشاركها فيها أمهات أخريات بينما ينتظرن أطفالهن حتى نهاية الحصة، مشيرة إلى تزايد وعي الأهالي بالتطورات واحتياجات سوق العمل ومتابعتهنّ للمستجدات عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. «المستقبل للصين»، يقول أبو السباع الذي يقدم معهده خدمات عقد أنشطة اللغة الصينية أو تدريسها في بعض مدارس النظام العالمي الخاصة التي تتيح للطلبة دراسة لغة ثالثة مع اللغتين الانجليزية والعربية.

عالميًا، يتزايد الإقبال على تعلم اللغة الصينية، إذ قامت أكثر من 70 دولة بدمج تدريسها رسميًا في أنظمتها التعليمية الوطنية، وأضافت أكثر من 4000 كلية حول العالم دورات اللغة الصينية إلى مناهجها.

محليًا، تضاعف عدد الطلبة الملتحقين بدراسة تخصص اللغة الصينية حوالي ثلاث مرات منذ افتتاحه في الجامعة الأردنية وجامعة فيلادلفيا،[4] وتوجهت جامعة الشرق الأوسط لافتتاح مركز لتعليم اللغة الصينية عام 2022 وأنشأت الجامعة الهاشمية مركزًا للدراسات الأردنية الصينية عام 2019، ووقّعت جامعة الحسين التقنية اتفاقية تعاون لتعليم اللغة الصينية مع معهد طلال أبو غزالة كونفوشيوس.

بدون مناسبة، أحضرت ميادة لسارة فستان «الهانفو» المستوحى من التراث التقليدي الصيني بعد أن اختارته الصغيرة عبر الإنترنت، فرحت سارة بشدة لحصولها عليه وما زالت تحتفظ به بعناية في خزانتها لترتديه في أقرب نشاط ثقافي ينظمه المعهد، سعيًا للاستفادة من أي فرصة لتطوير لغتها الصينية بالاحتكاك والممارسة.

  • الهوامش

    [1] وردت هذه الأسطورة بشكل مفصّل في كتاب زونزي (Xunzi) الذي يجمع يوميات وكتابات فلسفية منسوبة إلى شيون كوانغ (Xun Kuang)، وهو فيلسوف كونفوشيوسي من القرن الثالث قبل الميلاد. وأُخذت -بتصرف- نقلًا عن كتاب «تاريخ كامبريدج المصور للصين» (The Cambridge Illustrated History of China) وبحث «نشأة وتطوّر الرموز الصينية» (The Origin and Evolvement of Chinese Characters).

    [2] أفادت مديرية البعثات الجامعية في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لحبر أن الوزارة أوقفت العمل بـ«البرنامج التنفيذي للاتفاق بين حكومة جمهورية الصين الشعبية وحكومة المملكة الأردنية الهاشمية» ولم تبتعث طلبة أردنيين لدراسة الماجستير والدكتوراه ما بين أعوام 2019-2022، على أن تستكشف فرص استئنافها أو تجديدها مستقبلًا.

    [3] اسم مستعار.

    [4] بحسب بيانات قدمتها وزارة التعليم العالي لحبر.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية