(3)
بقلم بشار حميض/ باحث في مجال المقاومة المدنية والطاقة البديلة
هناك بعض السحب المريبة في أفق المصالحة الفلسطينية التي عقدت في القاهرة الأسبوع الماضي جعلتني أعرج في هذا المقال على أمر سأتناوله مرة أخرى في المقالات القادمة، وهو: ما هي فلسطين التي نريد؟
لكن لنبدأ بالإيجابيات غير المريبة في المصالحة: لدينا تصريحات خالد مشعل حول أهمية الاتجاه إلى استراتيجية جديدة للمقاومة. كذلك تصريحات مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، الذي كان له دور هام في تحقيق المصالحة، أن الاستراتيجية الجديدة ستكون المقاومة المدنية والشعبية. هو بلا شك أمر مهم جدا وخطوة في الاتجاه الصحيح.
لكن المقلق والمريب هو ما صرح به مشعل بأنه سيعطي المفاوضات مع إسرائيل فرصة أخرى وأن حركته تريد دولة فلسطينية في الضفة والقطاع فقط. وهنا أتسائل: كيف لحركة حماس أن تسقط تحرير فلسطين كاملة من أهدافها؟ هذه التصريحات ليست جديدة، والتأكيد عليها بهذا الوضوح كان بالتأكيد متفقا عليه ضمن المصالحة، وهو ربما من أجل تطمين المجتمع الدولي أو مواجهة عزلة محتملة للحكومة القادمة، لكنها على كل الأحوال تتناقض مع المعطيات الشعبية الجديدة في المنطقة، والتي يبدو أن أحزابنا التقليدية لم تدركها بعد.
إن علينا أن ندرك أن ما يحدث في الدول العربية من ثورات مدنية ضد دول بوليسية وشمولية وشبه ديمقراطية يعد حدثا تاريخيا، ليس على مستوى الوسائل فقط بل على مستوى الأهداف أيضا. وهنا يجب التذكير بأن ثورة المهاتما غاندي نفسها التي ألهمت ثورة جنوب أفريقيا والثورة ضد التمييز العنصري في الولايات المتحدة كانت باعتراف غاندي نفسه متأثرة بثورة 1919 في مصر والسودان والتي ركزت على الجانب السلمي والوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين. أي أننا كعرب وفلسطينيين يجب أن نعيد النظر في أهمية ما نفعله كنموذج مستقبلي للمنطقة والعالم.
إن ما يحدث الآن في العالم العربي هو تحول عميق باتجاه الدولة المدنية التي تعطي لكافة الأهالي حقوقهم، دون تمييز ديني أو إثني. فالأكراد يخرجون تضامنا مع درعا كما حمى الأقباط المسلمين في ميدان التحرير. ما يحدث هو أمر طالما سعت إسرائيل لمواجهته بدعمها للمطالب الإثنية والطائفية في العالم العربي، من أجل يصبح وجودها كدولة صهيونية طائفية مبررا ضمن منظومة دول طائفية حولها. ولطالما دعت إسرائيل الفلسطينيين والعرب إلى الاعتراف بـ”يهودية” إسرائيل، وهي بلا شك تود أن تتكون حولها دول ذات طابع ديني، حتى لو كانت هذه الدول عدائية بدرجات مختلفة لها، فهي تعيش من وراء هذه العداوة وتكتسب من خلالها وحدة داخلية بين أجزاء مجتمعها المتنافر.
إن الاعتراف بإسرائيل يعني الاعتراف بيهوديتها، لأنها دولة قائمة على حق اليهود بدولة وطنية وهذا أساس الصهيونية التي جمعت الدين والدولة ووضعت لهما ديكورا خارجيا يبدو علمانيا/ديمقراطيا لكنه ليس كذلك. وهذا هو أساس مشكلاتنا العديدة في الضفة أو القطاع أو الداخل أو الشتات. ولا يمكن أن نتخلص من هذه المشكلات إلا بإحداث ثورة ضد النظام الصهيوني على كامل أرض فلسطين. إن المقاومة المدنية تتيح لنا توسيع نطاق مقاومة الصهيونية من البحر إلى النهر، فلماذا إذن تحصرنا الفصائل الفلسطينية الحاكمة بمناطق الضفة والقطاع فقط؟ إن هذا يتناقض مع التوجه إلى المقاومة المدنية، فالقضية الفلسطينية كل لا يتجزأ، وهي تخص الشتات كما الداخل، والمسلم والمسيحي واليهودي غير الصهيوني أيضا، مثل جوليانو مير خميس الذي ضحى بحياته في سبيل القضية الفلسطينية، وغيره الكثيرون من النشطاء من كل الأديان والعقائد المؤيدين لقضيتنا والذي خرجوا معنا في سفن الحرية إلى غزة.
لكي تكون ثورتنا في فلسطين ناجحة يجب أن تستلهم النموذج العربي الثوري القائم، ويجب أن نتخلص مما بقي من خطاب طائفي لدينا. فما تسعى له بعض الجهات من تحرير فلسطين تحت راية طائفية ما لن يجدي نفعا ويتناقض مع الإسلام نفسه، الذي تدور فيه الأحكام وجودا وعدما حول العدل. وليس من العدل أن نحرم أي مكون من مكونات المجتمع مع أي من حقوقه السياسية، وللدكتور محمد راتب النابلسي تأصيل فقهي مهم في موضوع الدولة المدنية في الإسلام (1).
إن حل الدولتين الذي يبدو مشعل وفصائل السلطة راضية به قد فشل تماما على الأرض، وحان الوقت للتفكير باتجاه آخر. إن فكرة “الدولة الواحدة لجميع مواطنيها” على كامل أرض فلسطين هي من الأفكار التي أراها أقرب إلى الواقع القائم على الأرض وإلى العدالة في نفس الوقت. فالقرى والبلدات الفلسطينية لا تزال ممتدة في كافة أرجاء فلسطين وكذلك المستوطنات والمدن ذات الأغلبية اليهودية منتشرة على كامل الأرض. لذا فإن المطالبة بدولة ديمقراطية مدنية وحق اللاجئين للعودة إليها يحقق العدالة لفلسطينيي 1948 و1967 والشتات، كما أنها تنفي فكرة إبعاد اليهود عن المعادلة، وبذلك لا تستطيع القوى الصهيونية المعادية لهذا المشروع التذرع بأن وجود اليهود مهدد بسبب الفلسطينيين. وليس مستبعدا أن تكتسب القضية الفلسطينية بسهولة دعما شعبيا دوليا، حيث أن فكرة تمتع جميع الناس بغض النظر عن دينهم بحقوق متساوية في بلد واحد هي فكرة متوافقة تماما مع مواثيق حقوق الإنسان الدولية ومع الواقع الذي يعيشه المواطنون في الدول الديمقراطية، وما تسعى له الشعوب العربية الآن. البعض سيقول أن الإسرائيلين لا يمكن أن يقبلوا بدولة مدنية حقيقية، ولكن من جهة أخرى هل سيقبلوا بدولة فلسطينية حقيقية على حدود 1967؟ وماذا إن فشل مشروع إعلان الدولة الفلسطينية من طرف واحد؟ أو حتى إن تحقق هذا المشروع؟.هل هذا سيلغي حق اللاجئين للعودة إلى يافا وحيفا وكل المدن والقرى الفلسطينية الأخرى؟ لن يقبل أحد بهذا المنطق.
إن الذي يقود الثورات العربية اليوم ليست الأحزاب المعارضة التقليدية ولا تلك التي تمرغت بالسلطة، فهذه ليست المستقبل وإنما الماضي ولا يجب أن ننتظر منها أهدافا وطرقا للخلاص. فالأهداف والوسائل ستضعها القوى الجديدة الصاعدة، وهذه تريد تحرير فلسطين كاملة ولن ترضى بالحلول الجزئية بعد الآن.
———————————————————————————–
* هذه سلسلة مقالات منبثقة عن بحث حول استراتيجية للمقاومة المدنية لتحرير الإنسان على كامل أرض فلسطين. ستعالج المقالات بالترتيب المواضيع التالية: ماهية المقاومة المدنية وفلسفتها، العسكرة والمقاومة المدنية في التاريخ الفلسطيني، هل حان وقت المقاومة المدنية؟ فعالية المقاومة المدنية، أسس المقاومة المدنية في فلسطين، تمكين المقاومة بالثورة الخضراء والمدن والقرى المستقلة ذاتيا من حيث الطاقة والمياه والغذاء.
رابط للمقال الأول
رابط للمقال الثاني
————————–
هوامش:
• خطبة للدكتور محمد راتب النابلسي
الدولة الواحدة ثنائية القومية حل مثالي بالنسبة للفلسطينيين لانة واقعيا يكرس وحجودهم في جميع اراضي فلسطين التاريخية وهم بذلك يصبحون القوة المسيطرة بحكم غالبية السكان ولكن هل هذا الحل يجد ويلاقي القبول الدولي في الوقت الراهن لا اعتقد
ربما يكرس هذا الحل واقعا خلال 10 او 20 سنة اذا استمرت اسرائيل في نكرانها لحقوق الشعب الفلسطيني بدول حرة مستقلة ذات سيادة بحسب القوانين الدولية وبوجود اليمين المتطرف الاسرائيلي
ولكن حل الودلة ثنائية القومية يتمتع برفض اسرائيلي عريض من اقصى اليمين واليسار وبالتالي لا يعتبر هذا الوقت مناسبا لطرحة كحل للقضية الفلسطينية لانة ببساطة سيوفر جبهة داخلية اسرائيلية موحدة تجاة الحل مثلما تتوحد الجبهة الاسرائيلية الداخلية عند ا لقيام بعملية انتحارية داخل الخط الاخضر ربما في هذة الاوقات نحن بأمس الحاجة لخلخلة المجتمع الاسرائيلي اكثر وبعدم اعطاءة الذريعة او اعطاء اي شريحة الذريعة للتنصل من استحقاقات السلام الشامل العادل
وهناك مقاربة اخرى متعلقة بظروف فلسطيني عام 48 فحل الدولة ثنائية القومية يفرض الكثير من العبء في الوقت الراهن عليهم في ظل قوانين عنصرية اقرت اخيرا في الكنيست ممكن تجرد اي مواطن من الجنسية في اختبار الولاء وهذا تكري بوجود يمين عنصري لا يستزيغ فكرة وجود الفسطيني على ارضة ونحن في هذة هذة الظروف معنيين بعدم الصدام معه لان المتضرر الاول والاخير هو المواطن العربي داخل الخط الاخضر
دوليا لا يلقى هذا الحل القبول بسبب التذرع بالقاوانين الدولية وقرارات الامم المتحدة والخوف من الديموغرافيا التي سيكون لها كلمة الفصل في حال نشوء هكذا دولة وشكرا
محمد حوسه
حل الدولة الواحدة الديموقراطية في فلسطين التاريخية هو الحل النهائي والحتمي سواء الآن أو بعد 20 سنة. أؤيد طرحك المستنير وانك على حق عندما تقول أن الفصائل لم تستوعب بعد ماذا يجري حولنا من تسونامي ثوري شعبي مختلف عن كل ما جرى خلال 63 سنة من الاستعمار الغربي المباشر في فلسطين والغير مباشر في باقي الاقطار العربية. وكالانظمة العربية تماما، فإسرائيل كذلك عاجزة عن تخيل هول التغيرات والارادة الشعبية الصاعدة، والعنصرية والابارثايد نهايتهما حتمية ولا يمكن أن يستمران لأن إسرائيل أو الصهاينة العنصريون لا يرغبون في ذلك، لقد إنتهى عصرهم الذهبي وآن الاوان لكي يكونوا واقعيين
شكرا أخي بشار على مقالك الملهم
أنا والله لا أدري عن ماذا تتحدث؟! يا بشار أريد أن أذكرك أن الشعب الفلسطيني ومنذ اليوم الأول من احتلال فلسطين ، أتخدا الشعب الفلسطيني كل الوسائل السلمية والمدنية بتحرير أرضه من هذا العدو الغاصب ، المقاومة المدنية ليست جديدة ومبتكرة عند هذا الشعب ، لقد قامت الاعتصامات الشعبية والاحتجاجات المدنية في كل مدينة وقرية، الموضوع في تقديري هوا أعقد وأعمق ، التحرير يجب أن يأخد كل الطرق ، المقاطعة الاقتصادية ليست اقل أهمية من المقاومة الشعبية بكل أشكالها – المقاومة المسلحة أيضاً لا تقل أهمية عن المقاومة السلمية ، الشعب يجب أن يتخد كل الوسائل بما فيها أغلاق سفارة الوكر الصهيوني في عمان والقاهرة ، هناك مظاهرة مليونية ستقوم الجمعة القادمة أمام السفارة الصهيونية في القاهرة، وهذا يجب أن يحصل في عمان
بالفعل الشعب الفلسطيني قاوم مدنيا وشعبيا منذ اليوم الأول، وهذا هو موضوع المقال القادم. لكن الذي حصل في بعض الفترات هو صعود وتمجيد لخيار العسكرة على حساب الخيارات الأخرى، وضياع للهدف الأساسي من خلال مفاوضات عبثية على حل الدولتين. إن المقاومة يجب أن تكون شاملة كل الأرض وكل الأهالي، ولا سبيل حاليا سوى المقاومة المدنية كاستراتيجية جامعة لجميع القوى. بالنسبة لعدم جدوى ثنائية الاستراتيجيات فهو سيكون موضوع مقال قادم، حيث تم معالجة الموضوع في البحث أيضا.. شكرا لك
شكرا محمد وخالد على مداخلتكما، واتفق معكما أن حل الدولة الواحدة هو الحل المثالي. أما بالنسبة للقبول للإسرائيلين به فرؤيتي لذلك هي كما يلي:
لقد حاولنا كفلسطينين الآن لمدة عشرين سنة إقناع الإسرائيليين بحل الدولتين ووصلنا إلى قاع التنازلات والتنسيق المذل مع العدو، ومع ذلك لم يقبلو بذلك.
وهناك رفض عريض لحل الدولتين لدى الإسرائيليين وحسب استطلاعات الرأي فإن حزب الليكود الذي يقود معارضة حل الدولتين . سيستمر في الحكم في إسرائيل لسنوات قادمة.، ولم يثبت أحد إلى الآن أن رفض الإسرائيليين لحل الدولة الواحدة أكبر من رفضهم لحل الدولتين.
أما بالنسبة لفلسطيني الداخل فهم يتعرضون لحملة صهيونية متزايدة في السنوات الأخيرة لإقصائهم وذلك بعد أن صدرت قوانين عنصرية جديدة بحقهم، كل هذا يحصل ونحن في حالة شبه هادئة مع إسرائيل ودون أن نشهد فعاليات مقاومة كبيرة في مناطق 1948. يبدو انه دون مقاومة يستمرأ
النظام الصهيوني زيادة عنصريته وقمعه، كما نرى في القدس الآن. إذن ما هو الحل؟ الاستمرار بالموت البطيء؟
أنا اعتقد ان لفلسطيني 1948 دور هام وهم ينتظرون الثورة المدنية ولهم كل المببرات للبدء بها، ويكفينا تقسيم للشعب الفلسطيني إلى قضايا متعددة، إن القضية واحدة وهي النظام الصهيوني الذي يجب أن يسقط، وهو آيل للسقوط لا محالة.
كما يقول الأخ خالد إن التسونامي الثوري العربي يجب استغلاله والتفاعل معه والإيمان أننا نستطيع وضع الأجندة وتوجيه الرأي العام العالمي
نحو قضيتنا، مثلما صارإثناء الثورة المصرية، بحيث أرغمت إمريكا على تأييد ثورة الشباب رغم تفضيلها لنظام مبارك الخادم المطيع لها.
إن السر في الأمر يكمن في عدالة القضية والهدف النبيل وخلو الوسائل من العنف، هذا هو ما يفرض نفسه وسيجلب التعاون
الأخ بشار..الحديث عن حل الدولة الواحدة حديث جميل في حالة واحدة: أن تكون الدولة دولة فلسطين للفلسطينيين وللعرب..مسلمين ومسيحيين. وهذا لا يكون إلا بالقوة العسكرية. أنت تقول إن الصهاينة يرفضون قيام دولتين إحداهما للفلسطينيين فهل تراهم يقبلون بدولة واحدة غالبية سكانها من العرب؟ بالله عليك هل يقبل عاقل بهذا؟ نحن الآن ضعفاء وهم أقوياء، ولا أحد ينكر ذلك. لكن هل الحل هو المزيد من الخنوع والرضا بالأمر الواقع؟ هل الحل هونسيان كل ما صنعوه بأهلنا وبأرضنا كأن شيئا لم يكن؟ ثم لا أفهم لماذا تصر يا أخ بشار على استعداء الدين الذي تسميه بالطائفية، وتنسى أو تتناسى أن الصراع ديني أساسا ومن يقول غير ذلك فعليه أن يراجع نفسه. الصهاينة لم يحتلوا فلسطين للاستمتاع بشواطئ البحر المتوسط ولا للشرب من مياه بحيرة طبريا. لقد احتلوها لأنها في عقيدتهم أرض الميعاد!
شكرا على هذه التساؤلات.. بالنسبة للسؤال حول قبول الصهاية للدولة الواحدة فهم طبعا لا يقبلون طالما يحملون الفكر الصهيوني. إن صراعنا وجودي مع الصهيونية وطالما يحمل اليهودي أو أي شخص آخر من أي دين الفكر الصهيوني فسيقف ضد الحقوق الفلسطينية من حرية وعودة للاجئين ومساواة أمام القانون. لذا فإن مقاومة الصهيونية يجب أن تكون على رأس الأولويات في منهج المقاومة.
أما بالنسبة لتحرير فلسطين كاملة بالقوة العسكرية فهذا محور هذه السلسلة والدراسة التي تبين أن المقاومة المدنية هي الوسيلة الأفضل والأنجع لتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني.
بالنسبة للطائفية فهي أمر مبغوض ومنهي عنه في الدين الإسلامي والأديان الأخرى وأثبتت الحلول الطائفية أنها فاشلة تاريخيا وأرجو مراجعة خطبة الدكتور النابلسي للمزيد حول ذلك.
شكرا على سرعة الرد ولكن أود أن ألفت انتباهك إلى النقطة التي تجاهلتها بالذات في تعليقي وهي التأكيد أن الصراع بيننا وبينهم ديني قبل أن يكون عرقيا أو سياسيا أو اقتصاديا. أكرر: إنهم لم يحتلوا فلسطين ويخرجوا منها أهلها إلا لاعتقادهم اليقيني بأنها أرض الميعاد التي كتبها الرب لهم. وهذه النقطة بالذات تلغي أي تشابه مع ما حصل في جنوب أفريقيا لأن الصراع هناك لم يكن دينيا على الإطلاق. ثم ما رأيك أيها الفاضل فيما حصل في جنوب لبنان عام 2000؟
حينما تستغل الصهيونية الدين اليهودي لا يجب أن ننجر نحن ونقع في في صراع ديني. فلسطين أرض التنوع وعاش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود جنبا إلى جنب منذ آلاف السنين. مشكلتنا هي مع الصهيونية التي هي نتيجة للفكر العنصري الذي نشأ في أوروبا. عمر الصهيونية قصير بالمقارنة مع عمر الأديان السماوية، وهي فكرة فاشلة نظرية وتطبيقا. في جنوب أفريقيا استغل البيض أيضا الدين المسيحي لتبرير تسلطهم على السود، لكن الكنائس المسيحية نفسها كان لها في النهاية دور مهم في مكافحة الابارتهايد. نفس الأمر يحصل مع الصهيونية الآن، فقد بدأت سلطتها تصعف على اليهود أنفسهم خصوصا في أوروبا والولايات المتحدة. صراعنا ليس مع اي دين من الأديان. وما حصل في جنوب لبنان جيد، لكن السؤال هو ماذا بعد التحرير، نحن نريد دولة فلسطينية غيرطائفية على كامل أرض فلسطين تكون نمودجا للعالم.
ولا تنسى وجود سكان أصليين من اليهود ضمن الشعب الفلسطيني ولهم أيضا ممثلون في البرلمان الفلسطيني.
هنا تقرير عنهم
http://www.youtube.com/watch?v=c1YV9P3zKLk&feature=related
شكرا على جهدك ووقت كتابتك لكل هالكلام .. هاي فلسطين التي تريدها انت .. و ليست التي نريد .. لا تتلاعب باللغه حتى تدخل القاريء ” الغشيم” في متن موضوعك السام .. لست مضطره لأقول لإنسانيتك الليبرالية المشاعر – تعبير جديد هاد باللغه أعتقد لكنك تستحقه – إنو لن تكسر لا أنت و لا أمثالك ممن يقضون جل حياتهم يحاولون اقناع أنفسهم و الناس بما هم عاجزين عن تحقيق جزء منه .. ليست المسأله مسألة اديان و لسيت مسألة تعايش و قبول .. ألخ أنت وقعت في فخ نفسك .. كل ما تورده يأتي في سياق واحد و باتجاه واحد و هو بتوجيه الخطاب إلى الفلسطيني فقط .. ان كنت تؤمن بأن أساس الصراع هو بسبب هالإحتلال الي مش معبي عينك .. ليش ما تجتهد بحلولك المخبريه هاي باتجاه العدو – على الاقل عدوي أنا- لم لا توجه سهامك نحو القاتل ؟؟
الي متلك مارح يخوضوا بالكثير من أسباب ” فشل” المقاومة المسلحه – لأنو أسهل نحط بدائل حفشنتيكيه .. لأنه في الحاله الاولى هاد بدو شغل و بدو موقف حقيقي و اخلاقي أمام الكون كله و امام التاريخ طبعا انا لا ألومك فالمنبطحون – بطرق مختلفه هم أساسا من عقر الدار – من سيتحدث الان عن من قام بتكسير أرجل المقاومة الفلسطينية و محاولة ايجاد بدائل لتعزيز صمود هالمقاومة – اجاد مخرج لانعدام العمق العربي للمقاومة مثلا – و امور اخرى كثيره – على أية حال أرجو ان يتسع صدرك لرأيي حيث انني حتما لا أحترم مسارك على الاطلاق و لا أثق فيه رغم عدم تبجحه بالشكل و لكنه في المضمون و فيما يرمي اليه بالمقارنة مع واقعنا كفلسطينيين على الأرض لهو سام و سام ثم قاتل
أتفق معك أن الاحتلال هو السبب الأساسي للمشكلات وضده يجب أن تتجه الجهود. لكن لا اتفق معك أن القارئ غشيم، والمراقب يرى الآن من هم المنبطحون. المقاومة حوربت من قبل السلطة ومن تحالف معها، وأرجو أن تتجه المصالحة إلى المقاومة من جديد بطرق مبدعة تستلهم ما حدث في الثورات العربية المدنية وتنقله إلى الداخل الفلسطيني، وهو ما حدث البارحة بخروج عشرات الآلاف من فلسطينيي الداخل في مسيرات في ذكرى النكبة.
أخت ساندرا
هجومك قاسي على بشار، ولكنني أريد أن أقول أننا كفلسطينيين يجب أن نسلك كل طرق النضال التى ربما تختلف من مجموعة الى آخرى فلا يحق لأحد إحتكار الحقيقة، وأن يتم طرح المقاومة المدنية كخيار فذلك ليس بجريمة، ولا ينقص من قيمة من يحمل السلاح في وجه السلاح، ومقاطعة إسرائيل أكاديميا وإقتصاديا وثقافيا لا تتم بالسلاح لانها غير موجهة للعدو، بل للدول والمنظمات والافراد الذين يتعاملون مع العدو، ولا يضيرنا أن نخاطبهم بلغتهم
وأنا غير موافق على قولك “القارىء الغشيم!” ففيها إستعلاء غير مبرر كان يمكنك إستخدام كلمة القارىء الغير متخصص!!!مثلا
شكرا
خالد لم أقل كل القراء سواي غشيمين ففي هادا استعلاء و أنا لا أعني دلك حتما
.. باختصار سأقول لك و لبشار أو بالأحرى أدكركم بقول ل غسان كنفاني حين قال: أخشى أن تصبح ” الخيانه” يوما ما وجهة نظر . نحن هنا تماما في صلب جملة غسان و أقصد هنا يعني بالواقع الي بنعيشه .. فلا تتحدث عن احتكار الحقيقة رجاء لأننا لم نجرب خيار المقاومة كما يجب له أن يكون .. و المقاومة هي المقاومة لسنا مضطرين أن نحلل كل مره ما هي و كيف تكون هالمقاومة هنا سلميه هناك ثقافيه في مكان آخر بقوة السلاح و غيرها من الأشكال ..
على أية حال لا نظرة استعلائية أكثر من كل ما سبق كرد على تاريخ طويل من تضحيات شعبنا هكدا نكافؤه ..
جيد يلا تعالوا نزرع بندوره مع الاسرائيليه و نحب بعض ..
من أجل أن تستمر المقاومة يجب أن تتخذ أشكالا جديدة.. وإلا بقينا في الحالة القائمة. أما أسلوب تخوين لأي طرح جديد فاعتقد أننا تجاوزناه. الذي يريد أن “يحب” الإسرائيليين ويتعاون معهم دون أنهاء الاحتلال الصهيوني لفلسطين لن يفكر بالمقاومة.
عندما تطرح موضوعا او خيارا مختلفا للتداول العام فعليك أن تتقبل ليس فقط آراء تعجبك .. كلامك السابق برأيي هو دعوة – غير مباشره ل ” نحبهم ” و برأيي لا دخل لكلامك بالمقاومة” التي نحتاج” و ازا ما عجبتك نزرع بندوره معهن .. ممكن حسب رؤيتك المدنيه الراقيه الانتقائيه نزع أفوكادو أو باشن فروت
بتذكرني بالقذافي وحل اسراطين!
دخلك فلسطين من البحر الى النهر بتوسع الفلسطينية واليهود وكمان اللاجئين اللي بدهم يرجعوا من الشتات؟
خيار الدولة الواحدة كان خيار منظمة التحرير الفلسطينية في السبعينات
و ذلك بإعلان رئيس المنظمة الراحل ياسر عرفات، في خطابه المعروف أمام الهيئة العامة للأمم المتحدة عام 1974، أن هدف م.ت.ف النهائي هو تأسيس دولة ديمقراطية على كامل أرض الانتداب (سابقا) بحقوق متساوية للمسلمين والمسيحيين واليهود. إلا أن هذا الموقف تغير لاحقا بعد إعلان طرابلس في 23.ديسمبر. 1977 ، وذلك بشكل أساسي بسبب ضغوط دولية
خيار الدولة الواحدة كان خيار منظمة التحرير الفلسطينية في السبعينات
و ذلك بإعلان رئيس المنظمة الراحل ياسر عرفات، في خطابه المعروف أمام الهيئة العامة للأمم المتحدة عام 1974، أن هدف م.ت.ف النهائي هو تأسيس دولة ديمقراطية على كامل أرض الانتداب (سابقا) بحقوق متساوية للمسلمين والمسيحيين واليهود. إلا أن هذا الموقف تغير لاحقا بعد إعلان طرابلس في 23.ديسمبر. 1977 ، وذلك بشكل أساسي بسبب ضغوط دولية
سنغافورة 640 كيلومتر مربع وعدد سكانها 4.5 مليون من عدة إثنيات وأديان ولغات ولا يوجد بها موارد طبيعية ولا مصادر مياه
فلسطين 27 الف كيلومتر مربع، فلماذا لا تتسع ل 20 مليون
الاثنيات الموجودة في سنغافورة ليست في حالة اندماج ثقافي أو اجتماعي سنغافورة “شركة” مكتب خمس نجوم مكان للإستثمار يعني مثل دبي الي هي محاولة استنساخ لسنغافورة
عشيرتنا ليست في حالة إندماج فكري وعقائدي أو ثقافي أيضا !!!، وهم دائمي الاختلاف في شتى المواضيع ولا يكادوا يتفقون على شىء!!! ولكننا نتعايش ونتزاور ونتجاور ونقاوم ونناضل ونتسامح
لا توجد دولة في العالم بها “إندماج” ثقافي (إثنيات مختلفة ودرجات علمية متفاوته وأيديولوجيات متضاربه) ولا يوجد إندماج إجتماعي أيضا
أصول متنوعة وطبقات إجتماعية تتفاوت بين الفقيرة والوسطى والغنية
ولكن المجتمعات الانسانية تتعلم كيف تتأقلم وتتعايش في مجتمعات مدنية وفلسطين بدون صهيونية وأبارثايد وعنصرية ستكون الدولة المدنية الناجحة لجميع مكوناتها التي ترتضي وتقبل ان تتعايش تحت سقف القانون المدني العادل والذي يحقق المساواة للجميع
لما لا؟
سويسرا فيها أربع قوميات وطوائف دينية متعددة. حتى ولم يكن هناك أي مثال ناجح في العالم، هناك دائما أفكار جديدة لقيام الدول والحضارات. ومنطقتنا هي مهد الحضارات والأديان. لماذا لا ننشئ فيها نموذجا جديدا يقتدي به العالم نابع من حضارتنا وأدياننا. في وقت ما كانت الحضارة الإسلامية مثال للتعايش من الأديان ومكان يلجئ له المضطهدون من شتى أنحاء العالم. وليس ذلك ببعيد، ففي الفترة المزدهرة من التاريخ العثماني كان العربي والمسلم والمسيحي واليهودي يعتزون جميعا بكونهم عثمانيين. ليست هذه دعوة لعودة العثمانيين ولكن الفكرة هي أننا قادرون على إنشاء نموذج حضاري مثلما حدث في ميدان التحرير في مصر وفي ساحات التغيير في اليمن
[…] رابط للمقال الثالث […]
[…] رابط للمقال الثالث […]
[…] رابط للمقال الثالث: فلسطين التي نريد […]
[…] رابط للمقال الثالث: فلسطين التي نريد […]