تصعيد في صفد: إلى أين تتجه المواجهة في جبهة لبنان؟

الأحد 18 شباط 2024
القصف الإسرائيلي على قرية شيحين جنوب لبنان، في 13 شباط 2024. تصوير كونات حجو. أ ف ب.

بعد أكثر من 130 يومًا على عملية طوفان الأقصى واندلاع الحرب على غزة، تستمرّ المواجهة القتالية بين حزب الله و«إسرائيل» في التصاعد تدريجيًا دون الوصول لعتبة الحرب الشاملة. لكنها تشهد بين فترة وأخرى قفزات في المستوى إثر المحاولات الإسرائيلية المتكررة لخرق قواعد الاشتباك السائدة منذ الثامن من أكتوبر، كان آخرها الغارات التي استهدفت بلدتيْ النبطية والصوانة جنوب لبنان وراح ضحيتهما عشرة شهداء من المدنيين. 

كان ذلك بعد أن تعرّض مقر القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي في صفد لهجوم بعدد كبير من الصواريخ، قتلت على إثره جندية وأصيب ثمانية على الأقل، وهو الهجوم الثاني على هذه القاعدة منذ بدء الحرب. استنفر الهجوم القيادات العسكرية والسياسية الإسرائيلية لتكرار تهديداتها بشن حرب واسعة على لبنان، في ظل استمرار أزمة تهجير ما لا يقل عن 100 ألف مستوطن من شمال فلسطين المحتلة على وقع ضربات حزب الله. ووسط كل ذلك، بقي السؤال الكبير حول احتمال تطور المواجهة في الجبهة اللبنانية حاضرًا كما كان منذ أكثر من أربعة أشهر، يتجدد مع كل ارتقاء في مستوى العمليات. 

حول هذا السؤال الكبير، وتداعيات الهجوم الأخير على صفد، واستهداف المدنيين في الجنوب، وتصاعد المواجهة في لبنان وارتباطها بالتطورات في غزة، حاورنا الكاتب والباحث اللبناني في الشؤون الإسرائيلية علي حيدر.

حبر: بعد أكثر من ألف عملية نفذها حزب الله منذ الثامن من أكتوبر، أتى الهجوم على مقر القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي كتصعيد جديد، من حيث قوة الهجوم وكثافة الصواريخ المستخدمة، وإن لم يكن الهجوم الأول على القاعدة. كيف تفهم هذه العملية والتصعيد المقصود منها؟

علي حيدر: أولًا، حزب الله لم يتبنَّ مسؤولية قصف قيادة المنطقة الشمالية والأهداف الأخرى، وفي الوقت نفسه لم تتبناها أي جهة أخرى، لذلك نحن مضطرون بالتحليل أن ننطلق من هذه الحقيقة. ولكن في كل الأحوال، شكلت هذه العملية ضربة نوعية، كونها استهدفت أهدافًا نوعية كقيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي، بمديات تصل إلى 15-16 كم، أي خارج المدى المألوف للنطاق الجغرافي لقواعد الاشتباك السائدة منذ أربعة أشهر بين المقاومة اللبنانية ودولة الاحتلال. وبطبيعة الحال، يمكن النظر لهذه العملية كجزء وامتداد للمعركة الدائرة بكل ما انطوت عليه من ديناميات تصعيد وتراجع، بغض النظر عن من يقف وراءها. ولكن بناء على القدرات النوعية الخاصة بهذا الاستهداف، يعتقد الكثيرون أن حزب الله هو من يقف وراءه، ويمكن قراءة الاستهداف كجزء من رفع مستوى الظهور على الجبهة مع كيان الاحتلال، وأيضًا في سياق الرد على الكثير من الاعتداءات والخروقات التي نفذها الجيش الإسرائيلي قبل استهداف القيادة المنطقة الشمالية. كما أنها تعبير عن إرادة سياسية من الواضح أن القيادة الإسرائيلية فهمت مغزاها، وهي أن المقاومة مستعدة إلى أن تذهب إلى أبعد الحدود على قاعدة التناسب.

في المقابل، ردت «إسرائيل» على استهداف قيادة المنطقة الشمالية بغارات على مجموعة من القرى والبلدات، الأمر الذي أدى إلى استشهاد عشرة مدنيين، وفي رده على هذه الاستهدافات التي وصفها الأمين العام لحزب الله بالخطيرة، توعد بالرد من على قاعدة «الدماء مقابل الدماء». هل نحن أمام مستوى آخر من التصعيد؟

في الواقع، ما ميز مجزرة النبطية والصوانة ليس فقط أنها تجاوز للنطاق الجغرافي لمنطقة الاشتباك العسكري المتعارف عليها منذ الثامن من أكتوبر الماضي، فقد سبق للعدو أن قام بذلك، بل أنها تعمدت استهداف المدنيين عند استهداف مقاتلي حزب الله. وبهذا، هي تحاول أن تفرض معادلة جديدة مفادها أنه أينما وجد مقاومون تريد أن تستهدفهم فإنها لن تتوانى عن ذلك حتى لو كان ذلك سيؤدي إلى استشهاد المدنيين، على خلاف القاعدة التي التزمت بها «إسرائيل» حتى الآن بشكل عام. 

هذا الارتقاء في الاستهداف له أكثر من غاية عند الإسرائيلي، منها توسيع نطاق الضغوط على حزب الله ومحاولة التأثير على خياراته في المبادرة والرد، وأيضًا الضغط على بيئة المقاومة ومحاولة تأليبها عليها. طبعًا هذا أمر خطير جدًا بالنسبة للحزب، لأنه يفاقم الخسائر البشرية ويؤدي إلى استباحة المدنيين إضافة إلى تداعيات أخرى. في مقابل هذه السياسة العملياتية الجديدة، أراد حزب الله القول للإسرائيلي إن هذا الأمر يستوجب الرد بأدوات ومستوى ونطاق معين لم يعتد عليه الجيش الإسرائيلي في هذه المواجهة حتى الآن. وهذا الرد المرتقب من حزب الله سيكون بمثابة رسالة إلى القيادة الإسرائيلية أنه إذا وسعتم الاعتداء بالمعنى الجغرافي أو بالمعنى البشري (أي الانتقال من استهداف المقاتلين إلى استهداف المقاتلين والمدنيين) أيضًا سنوسع من الرد، وإذا ارتقيتم سنرتقي، لتصبح الكرة الآن في ملعب الإسرائيلي. إن كان سيواصل هذه السياسة، عندها حزب الله سيضطر إلى رفع مستوى ردوده، وهكذا دواليك.

وكان بارزًا أنه معادلة «الدم بالدم» كانت حاضرة جدًا في الإعلام الإسرائيلي، وهناك تقارير تحدثت عن رفع حالة الاستنفار وبأن الجيش يتعامل على أساس أنه مقبل على مرحلة قتالية مختلفة. وحذر العديد من الخبراء، وخاصة من الذين كانوا يتولون مناصب أمنية سابقة، من رد حزب الله وما سيترتب عليه من تداعيات. لذلك نستطيع القول بأن هذه المعادلة وصلت إلى كل من يجب أن تصل.

إذًا، نحن أمام محطة تأسيسية للمرحلة المقبلة: هل سيعود الإسرائيلي بموجب رد حزب الله إلى الالتزام بقواعد الاشتباك التقليدية السائدة منذ أكثر 130 يومًا أم أنه سيصر على هذا الواقع الجديد، وعندها ستأخذ هذه المواجهة منعطفًا جديدًا.

في ظل كل المتغيرات الحاضرة على الجبهة اللبنانية والخروقات المتكررة من قبل «إسرائيل» وردود المقاومة عليها، أي حالة ردع يمكن الحديث عنها اليوم؟ كيف يمكن فهمها بناء على السلوك الإسرائيلي ما بعد طوفان الأقصى؟

مما يميز المواجهة والمعركة الدائرة على حدود لبنان أن منسوب الردع الاستراتيجي لحزب الله لا يزال حاضرًا بقوة، ويتمثل ذلك بالتزام العدو إلى حد كبير بقواعد الاشتباك التي فرضها الحزب منذ بداية المعركة. علينا أن نتذكر أن المعارك التي تجري منذ أكثر من 130 يومًا تجري على أراضٍ هي وفق التصنيف الإسرائيلي «أراضٍ سيادية»، أي خارج الأراضي اللبنانية المحتلة. ومع ذلك لم تجرؤ «إسرائيل»، حتى الآن، على استهداف العمق اللبناني كما كانت القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية تهدد منذ اليوم الأول من هذه المواجهة. يمكن النظر إلى حالة الردع بين حزب الله و«إسرائيل» اليوم، كحالة ردع متحركة وفقًا للمتغيرات والتطورات وقد تكون الأمور مفتوحة على مستوى أعلى من التصعيد السائد الآن. ولكن وفق المعطيات والقراءات، نستطيع أن نستبعد حتى الآن سيناريو دراماتيكي يؤدي إلى نشوب حرب شاملة قد تأخذ المنطقة إلى حرب إقليمية. والأداء الإسرائيلي حتى الآن [يوحي بذلك] رغم رفع الصوت والتهديدات. وحتى من يهددون بضرب وتدمير بيروت، مثل وزير الجيش يوآف غالانت، هو نفسه تحدث منذ أيام عن أن الأولوية لديه تركز على الدفع باتجاه محاولة التوصل إلى تسوية سياسية بعيدًا عن الدخول في الحرب. إذًا، نحن أمام حالة ردع استراتيجي لا زالت آثاره واضحة، ولكنه ردع متحرك بسقوف مختلفة تحت سقف الحرب الشاملة، يتبادل فيها الطرفان الضربات ضمن القواعد العسكرية المعمول بها بشكل عام منذ الثامن من أكتوبر الماضي.

وصل التهديد الإسرائيلي بشن حرب واسعة على لبنان وأولوية «تأمين الجبهة الشمالية» ذروته قبل أسابيع بالتزامن مع الحديث عن ما سمي المرحلة الثالثة في غزة. لكن رغم حشد ثلاث فرق إسرائيلية في الشمال واستمرار عمليات الحزب، لم ينفذ هذا التهديد بل يبدو أنه صار أبعد. ما الذي يمنع «إسرائيل» من ذلك؟

ما يمنع «إسرائيل» من تنفيذ تهديداتها بضرب العمق اللبناني رغم حشدها لثلاثة فرق والكلام عن أن «إسرائيل» الآن في مرحلة جديدة وما إلى ذلك، هو ما ستتعرض له الجبهة الداخلية الإسرائيلية بكل ما فيها من منشآت استراتيجية واقتصادية وعسكرية وسياسية، وهم يدركون ذلك جيدًا. حيث أن الجبهة الداخلية ستتعرّض لضربات قاسية من حيث الكم والنوع بشكل لا مثيل له طوال تاريخهم حتى أيام الحروب العربية الإسرائيلية السابقة، التي كانت تجري على الحدود وكان الداخل الإسرائيلي في مأمن من الضربات. حتى أن أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين تحدث مرة وقال إن الزمن الذي كان فيه الشباب والشابات الإسرائيليون يتسامرون في شارع ديزنغوف في تل أبيب في الوقت الذي تدور فيه الحروب على الجبهات انتهى، وإنما ستكون الجبهة الداخلية ساحة الحرب الأقسى في أي حرب مقبلة. وكان هذا نتيجة لرؤية وتقدير وخيارات تبنتها المقاومة، وانعكس ذلك في بناء قدراتها من أجل إحداث قدر من التوازن في الردع مقابل ما يمتلكه العدو من قدرات كمية ونوعية هائلة على مستوى التدمير، وشاهدنا نموذجًا لها في غزة. بمعنى آخر، الإسرائيلي لا يوجد ما يكبحه من أن يكرر ما حصل في غزة في أي ساحة أخرى، إلا حين يدرك بأن الأثمان ستكون كبيرة جدًا، عندها يرتدع وفقط بسبب ذلك يرتدع.

تستمر التهديدات الإسرائيلية باجتياح رفح في ظل ما يبدو أنه طريق مسدود وصلت إليه المفاوضات المنبثقة عن اجتماع باريس، فيما لا يبدو أن أيًا من الضغوط السياسية على الكيان يترك أثرًا. في هذا الإطار، يشكك البعض بقدرة الجبهة اللبنانية على التأثير على خيارات «إسرائيل» في غزة. كيف تفهم تأثير هذه الجبهة على المسار الذي يتخذه الكيان في عدوانه على القطاع؟

عندما نريد قياس تأثير جبهة لبنان أو غيرها من الجبهات يجب أن نأخذ بالحسبان مجموعة من النقاط، أهمها أن المقاومة ليست دولة عظمى، فالمقاومة اللبنانية وإن شكلت قوة إقليمية ولكنها تبقى حركة مقاومة. ومن هنا يمكن أن نقيس تأثير جبهة لبنان عبر رؤية عناصر الانتصار للمقاومة في فلسطين والتي تتمثل في صمود أهلها، وهذا يتجلى بأقوى صوره، وصمود المقاومة العسكري والسياسي، واستمرار استنزاف العدو وإيصاله إلى مرحلة اليأس من تحقيق أهدافه. عادة، كل حركات المقاومة للاحتلال تعتمد هذه الاستراتيجية للانتصار على الأعداء. تساهم المقاومة في لبنان في تعزيز صمود المقاومة في غزة من خلال تحييد وجذب جزء من الفرق العسكرية التي تخفف عن المقاومة في غزة بنسب معينة، كما أنها تلعب دورًا مهمًا في استنزاف العدو من خلال تهجير المستوطنين من شمال فلسطين المحتلة، وتشكيل حزام أمني داخل الأراضي الإسرائيلية، وزيادة الضغط على الجبهة الداخلية الإسرائيلية على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. خذ مثلًا تقرير مؤسسة موديز التي خفضت فيه التصنيف الائتماني لـ«إسرائيل»، والذي يذكر الجبهة الشمالية كواحد من مجموعة عوامل ساهمت في تخفيض درجة الائتمان. 

إضافة لهذا، تسعى المقاومة اللبنانية لتيئيس «إسرائيل» من إمكانية فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة، وكانت المواقف الأخيرة للأمين العام لحزب الله واضحة في هذا الصدد حين اعتبر، ولو على شكل طرفة، أن إزاحة نهر الليطاني إلى الحدود أكثر واقعية من إرجاع المقاومة إلى شمال النهر، وبأن ضغط المقاومة سيتواصل حتى تتوصل المقاومة في غزة إلى اتفاق وقف إطلاق النار. وهذا يعني أن المقاومة في غزة عندما تريد أن تجلس إلى طاولة المفاوضات مع الوسطاء الدوليين والعرب فبأيديها مجموعة من أوراق القوة، أهمها صمود غزة وأهلها ومقاومتها، وأيضًا جبهات الإسناد من لبنان إلى اليمن.

مع تصاعد النقاش الإسرائيلي لمعضلة تهجير 100 ألف مستوطن من شمال فلسطين المحتلة، هدد الأمين العام لحزب الله بأن توسيع الحرب تعني تهجير مليونيْ مستوطن. كيف تقرأ تفاعل هذه الأزمة داخل الكيان؟ أي مخارج واقعية يتصورها الإسرائيليون لهذه المعضلة؟

المقصود من هذا التهديد أنه في حال نفذت «إسرائيل» تهديداتها في الساحة الجنوبية فإن التهجير المضاد سيشمل مليوني مستوطن وصولًا لمدينة حيفا نفسها. أي إذا تهورتم في خياراتكم من أجل أن تعيدوا 100 ألف أو 200 ألف أو أكثر أو أقل، فإنكم لن تعيدوا المائة ألف وإنما ستهجرون كل الشمال وصولًا إلى حيفا. وهذه معضلة حقيقية أمام صانع القرار الإسرائيلي، لأنه يدرك أن حزب الله يمتلك القدرة والإرادة، ومجرد إعلان أمين عام حزب الله هذا الالتزام العلني يعني أن هناك قرارًا في هذا الاتجاه. ويجب أن نلتفت إلى أن أمين عام حزب الله لا يهدد بما لا يريد أن ينفذه إذا تطلب الأمر، ولا يهدد بما لا يستطيع أن ينفذه. و«إسرائيل» وكل العالم يعلم أن حزب الله يستطيع أكثر من ذلك، فهو لديه القدرة لتهجير سكان مدينة تل أبيب، لذلك في سنوات سابقة كان الإسرائيليون يتحدثون عن إيلات كملجأ لهم، باعتبارها النقطة الأبعد عن لبنان، في حال حصول حرب شاملة مع حزب الله. وهذا يعني أنهم يقرّون بأن مسألة تهجير سكان تل أبيب أمر ممكن، فما بالك بحيفا؟ إذًا هذا جزء من المعادلة الرئيسية التي تؤثر على صانع القرار في تل أبيب، وهو مضطر رغمًا عنه أن يأخذ ذلك بالحسبان عند دراسة خياراته وإلا قد يتورط في مغامرة لا يعلم أحد أين ستذهب تداعياتها.

منذ بدء الحرب، تتواصل الوفود الآتية للبنان بطروحات لترتيبات أمنية في الجنوب لوقف القتال، من الحديث عن سحب قوات حزب الله إلى ما وراء الليطاني أو سحبها لـ10 كم شمالًا. كيف يتعاطى حزب الله مع هذه الطروحات؟ وهل يمكن أن يكون لهذه الطروحات مكان في مرحلة ما بعد الحرب؟

أولًا، مسألة تعامل حزب الله مع الوفود حسمها أمين عام حزب الله وقضى عليها عندما وصفها بأنها محاولة لترويج المطالب الإسرائيلية وليست واسطات، أي أن هذا الموضوع خارج التداول. ثانيًا، سحب حزب الله إلى ما وراء شمال الليطاني أيضًا غير ممكن. إلا إن كانوا يقصدون ألا يكون هنالك مظاهر مسلحة كما حصل في فترة ما بعد القرار 1701، فهذا أمر يبحث في وقت لاحق. لذلك، حزب الله يتعامل على أساس أن أي تفصيل يرتبط بالمرحلة التالية نقاشه ليس الآن. يبدو أن حزب الله لا يريد أن يعطي أي موقف في هذا المجال، وإن كل الأمور مؤجلة إلى ما بعد توصل إلى ترتيبات معينة في موضوع غزة، وحينها يتحدث. وقد يكون حزب الله هو الذي لديه مطالب وليس «إسرائيل». 

هناك مسألة أخرى. فهم يعانون من مشكلة يتم تداولها أحيانًا في الساحة الإسرائيلية، وهي أن هنالك قرى لبنانية على مسافة صفر من السياج، أو على بعد عشرات أو مئات الأمتار، وهذه القرى كلها مع حزب الله. ماذا يمكن أن يفعلوا مع هذه القرى؟ هل [ترتيبات المرحلة التالية] تعني أن على عناصر حزب الله أن يخرجوا منها؟ هذا حلم، ولو فُرض فسيتسبب في حرب. ثانيًا، المسألة ليست رمزية، فجزء من تواجد حزب الله في منطقة الحدود يرتبط بقوة ردعه ودفاعه وقدرته على الرد، لذلك هو ليس مسألة ثانوية، بل توازي في أهميتها القدرات الصاروخية. التواجد على الحدود هو جزء من الدفاع عن لبنان وامتلاك قوة الردع. وهذا لا يمكن لحزب الله أن يهادن فيه لأنه مرتبط بالمرحلة التالية، لأن الصراع لم ينتهِ، ونحن نعرف أننا لسنا أمام معركة نهائية، بل نحن في جولة من الجولات التي ستليها جولات أخرى. وعلى كل حال، هذا كله مرتبط بمآلات الحرب على غزة.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية