«قصة حقيقية»: 10 وثائقيات جديدة تستحق المشاهدة

الخميس 22 حزيران 2023
this place rules
ملصق وثائقي «هذا المكان هو الأفضل». المصدر: HBO.

العالم مكان غريب ورائع، مليء بالأشخاص والأحداث الغريبة والرائعة، والشيء الذي يربط كل هؤلاء ببعضهم في مكان واحد هي الأفلام الوثائقية. ومن حسن الحظ أنّ العام الفائت شهد بث الكثير من الأفلام الرائعة، اخترنا لكم 10 منها. اختيار الأفلام جاء بناء على عدّة معايير مثل القضايا المقدمة، ومدى مصداقية التناول، والتنوع، والانطباع الذي تركته على المشاهدين عبر الإنترنت، وإشادة النُقاد وجوائز المهرجانات.

بسم الدين: إيمان وأكاذيب
(In the Name of God: A Holy Betrayal)

ثماني حلقات، ووقت تشغيل يبلغ ساعة واحدة تقريبًا لكل منها، هو بالتأكيد وقت طويل لوثائقي يتحدث عن موضوع واحد، لكن منذ البداية ستدرك أنه يستحق أن تغرق في مشاهدته حتى وإن أثقلك ما ستشاهده.

تتناول هذه السلسلة الوثائقية التي بثتها منصة «نتفلكس» هذا العام، قصصًا تقشعر لها الأبدان عن الجرائم الحقيقية لأربعة قادة كوريين ادعوا أنهم أنبياء. سلطت الحلقات الثلاثة الأولى الضوء على رسالة الإنجيل المسيحي (JMS) التي سميت على اسم رجل واحد جونغ ميونغ سيوك. في هذه الطائفة الضخمة التي سيطرت على الجامعات في فترة الثمانينيات والتسعينيات وما زالت مستمرة حتى اليوم، استطاع سيوك من إقناع اتباعه بأنه ليس نبيًا فحسب، بل هو الإله شخصيًا، لذا عندما كان يذهب الناس إلى الكنيسة كانوا يتعرضون للاعتداء الجنسي والاغتصاب بدلًا من التبارك، وأي اعتراض كان يعني تحديًا للإله.

تستمر القصص المثيرة للدهشة والاشمئزاز، وتحمل باقي الحلقات في طياتها الكثير، كقضية انتحار 32 شخصًا بشكل جماعي بدافع من قائد ديني آخر. ربما تكون الحلقتان الخامسة والسادسة الأشد وطأة على نفوس المشاهدين حين يتعرفون على قصة الطفل نال جوي وما تعرض له الأطفال في طائفة حدائق الأطفال. فيما تتتبع الحلقتان الأخيرتان رجلًا يقود طائفة كنيسة مانمين المركزية، التي اقتحم أتباعها في عام 1999 محطة MBC الإذاعية وأوقفوا البث. فبينما كان يقدم قائد الطائفة نفسه كنبي يشفي الناس ويعطي الأمل ويقدم الراحة للمتعبين، صنع طائفة إرهابية، لكن الحقيقة تتكشف مع الحلقات أن النبي المزعوم لم يكن سوى محتال، وصنع ثروة من سرقة الأتباع.

هذا المكان هو الأفضل
(This Place Rules)

كان يوم السادس من كانون الثاني 2021 المعروف بيوم اقتحام الكونغرس، يومًا مفصليًا في تاريخ الولايات المتحدة، غيّر الكثير ولا يزال مؤثرًا حتى اليوم، لكن كيف وصل الوضع لتلك اللحظة؟ يأخذنا أندرو كالاهان في فيلمه الوثائقي المميز والمختلف «هذا المكان هو الأفضل» ، دون وصاية أو ترجيح سردية على أخرى، للنبش داخل المجتمع الأميركي في الفترة التي سبقت أعمال الشغب في الكابيتول هيل.

منذ بداية الفيلم قد تظن أن كالاهان شخص مختل أو أنك تشاهد برنامجًا ساخرًا، لكن بعد قليل ستدرك أنه شخص متزن قرر أن يقدم صورة حقيقية لمجتمع ضربه الجنون. ففي أعقاب انتخابات عام 2020، تجمع عدد من أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب من جميع أنحاء البلاد في واشنطن، نهبوا الممتلكات وقاموا بالتخريب وأرسلوا أعضاء الكونغرس للاختباء في غرف سرية. وقبل ذلك، كانت مسيرات «فلنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» (MAGA) في جميع أنحاء البلاد. كل هذا الاضطراب في السطح كان أسفله مساحة واسعة من نظريات المؤامرة تتطور وتكبر.

نرى في الفيلم كيف انتشرت نظريات المؤامرة من مدينة لأخرى، ونسمع أشخاصًا كثر يؤمنون بأن رموز الحزب الديمقراطي يضحون بالأطفال وأن بعضهم يشرب دماءهم. ونرى عائلات أخرجت أطفالها من المدرسة لاعتقادها بوجود مخلوقات من خارج الأرض تحكمنا. يلقي كالاهان بنفسه في معركة مشتعلة، يتحدث إلى مواطنين اختاروا ترك الحياة لصالح الاشتراك في واقع بديل، ويواجه الأطفال الذين أخرجهم آباؤهم من المدرسة، ويتحدث إلى المتظاهرين اليساريين الذين لا يستطيعون تحديد ما تعنيه الاشتراكية في الواقع. لم يرفع الفيلم الحجاب ليكشف حقيقة المجتمع الأميركي، بل حفر من تحته ليخرج لنا ما لن نشاهده في هوليود.

رايوتسفيل، الولايات المتحدة
(Riotsville, U.S.A)

عاشت الولايات المتحدة الأميركية في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية فترة مليئة بالتوتر العرقي، إذ ظهرت فجوة اقتصادية متنامية بين البيض من الطبقة الوسطى، والأمريكيين السود القادمين من جنوب البلاد إلى المدن الداخلية في الشمال والغرب الذين عاش الكثير منهم تحت خط الفقر. مع تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، بدأ هذا التوتر بالاشتعال من داخل الأحياء الفقيرة التي تشكلت مع نزوح الأميركان السود.

«رايتوسفيل» (أو مدينة الشغب) هو اسم بلدة مزيفة بُنيت في ستينيات القرن الماضي، وهو ذات الاسم الذي اختارته المخرجة سييرا بيتنغيل، لفيلمها الوثائقي المعروض على شبكة «هولو»، ليتناول قصة تلك المدينة.

في بداية الفيلم قد تظن المدينة أحد استوديوهات هوليوود الضخمة، لكن سريعًا ستعرف أنها بنيت لتدريب عناصر الشرطة والجيش على التعامل مع المظاهرات خصوصًا التي نظمتها حركة الحقوق المدنية. تستخدم مخرجة «رايتوسفيل» مجموعة متنوعة من اللقطات الأرشيفية الحكومية عن تدريبات «رايتوسفيل»، ومقاطع من برامج حوارية، وقصة محطة تلفزيونية عامة أدت سياساتها التقدمية إلى إلغاء تمويلها من قبل مؤسسة فورد، ومقاطع فيديو لأعمال الشغب قرب المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري عام 1968 في ميامي، والتي لم تحظ بتغطية إعلامية تذكر في ذلك الوقت.

يساعد الفيلم المشاهد على عيش الأجواء والاضطراب الثقافي في ذلك الوقت بسهولة، ويقدم المعلومات حول الصراع الدائر حينها، لكن الأهم هو تعريف المشاهد على ممارسات السلطة ضد حركة الحقوق المدنية. يستطيع المشاهد لمس وجه الشبه بين وحشية الشرطة في الستينيات والآن، بين حركة الحقوق المدنية وحياة السود مهمة.

سليل
(Descendant)

العام الماضي، نشر الشاعر والكاتب والباحث الأميركي كلينت سميث كتابه المهم «كيف يتم تمرير الكلمة»، الذي يشتبك مع الآثار الباقية حتى اليوم من تاريخ العبودية في الولايات المتحدة. وبعد زيارة سميث للعديد من المواقع، كتب قائلَا في ختام كتابه «كان أصعب قرار يتعلق بهذا الكتاب هو مسألة المواقع التي يجب تضمينها في صفحاته. هناك الآلاف من الأماكن التي كان بإمكاني زيارتها، حيث إن قصة العبودية محفورة في كل ركن من أركان هذا البلد وخارجه بكثير. هناك العشرات من الأماكن التي زرتها والتي لم تصل إلى الكتاب». أحد هذه الأماكن كان بلدة أفريكاتاون (Africatown) في ولاية ألاباما. هنا جاء دور المخرجة مارغريت براون في تأريخ جزء من حقيقة الاستعباد في بلاد العام سام، لتصنع فيلما مؤلمًا وملهمًا بحق بعنوان «سليل»، من إنتاج شركة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وزوجته.

يتناول الفيلم قصة «كولتيلدا»، آخر سفينة عبيد وصلت إلى الولايات المتحدة سنة 1860 بعد منع العبودية رسميًا. أمر مالك العبيد تيموثي ماهر، قبطان السفينة ويليام فوستر، بحرقها وإغراقها في نهر موبايل، للتخلص من الأدلة على جريمتهم. هرب العبيد وتجمعوا فيما سيطلق عليها اسم أفريكاتاون، وتبقى القصة طي الكتمان لأجيال وأجيال، لكنها ظلت حية بين أحفاد المستعبدين قاطني أفريكاتاون. لكن في عام 2019، تم اكتشاف السفينة، على يد فريق تابع لمجلة ناشونال جيوغرافيك بقيادة عالم الآثار جيمس ديل جادو، بعد 159 عامًا من غرقها في نهر موبايل في ألاباما. يعري الفيلم في تناوله لحياة الأجداد المستعبدين وأحفادهم المنبوذين في البلدة شبه المعزولة الوجه القبيح للولايات المتحدة قديمًا وحديثَا، فتجار العبيد وأصحاب المصانع العملاقة في أفريكاتاون التي لوثت بلدتهم وأرض منفى أجدادهم، في الحقيقة سواء.

كل الجمال وسفك الدماء
(All the Beauty and the Bloodshed)

على مدى العقود الستة الماضية، تركت عائلات ثرية بصماتها في كل مجتمعاتها، لكن ليس كما فعلت عائلة ساكلر في نيويورك. كانت هذه العائلة الثرية يشار إليها بالبنان ليس كواحدة من أغنى العائلات في الولايات المتحدة فقط، بل لكونها عائلة خيرة بارزة، يمتد صيتها لأبعد من نيويورك ومن الولايات المتحدة، خاصة في الأوساط الثقافية. لم يكن غريبًا أن يشبّه آل ساكلر بعائلة ميديشي في فلورنسا التي ساعدت رعايتها للفنون على ظهور عصر النهضة، لكن بينما صنعت عائلة ميديشي ثروتها من الأعمال المصرفية، كانت ثروة ساكلر لفترة طويلة غامضة، لكن ذلك لم يدم.

في فيلمها البديع المرشح للأوسكار، تتتبع المخرجة لورا بويتراس سيرة نان جولدن، وهي مصورة فنية أمريكية، تتقاطع حياتها الدرامية مع آل ساكلر، ليس كفنانة وداعم، بل كمتهم وضحية. يبدأ الفيلم عام 1996، حين طرحت شركة بوردو فارما مسكنًا للألم باسم «أوكسيكونتين» ليحقق نجاحًا مذهلًا، وتتخطى إيراداته 35 مليار دولار، قبل أن ينتهي به المطاف في الشوارع كمخدر. فوفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، في ربع القرن التالي لإدخال أوكسيكونتين، توفي حوالي 450,000 أمريكي بسبب الجرعات الزائدة المرتبطة بالمواد الأفيونية. يرصد الفيلم تجربة جولدن الكارثية مع أوكسيكونتين، وكيف دفعها للدخول في صراع مع عائلة ساكلر التي تبدأ تظهر وجهها الآخر، لصد كل محاولات إثبات ملكية الشركة للعائلة التي حاولت جاهدة إخفاء كل صلاتها بالشركة التي كانت مصدر الغالبية العظمى من ثروتها.

تخوض المخرجة بويتراس للمرة الثانية مبارزة خطرة بكاميرتها، فكما فضح فيلمها السابق مع سنودن توحش سلطة الدولة على المواطنين، عادت مرة أخرى لمبارزة وحش آخر هو رأسماليو الأمراض.

مادوف: وحش وول ستريت
(Madoff: The Monster of Wall Street)

اختارت منصة «نتفلكس» هذا العنوان لسلسلتها الوثائقية الصغيرة المكونة من أربع حلقات. إذا لم تكن تعرف من هو مادوف، قد تظن من استخدام كلمة «وحش» أن السلسلة عن قاتل متسلل أو مجرم حرب، وليس عن محتال مالي. لكن طوال الحلقات الأربع ومع الغوص في حياته، ندرك أن وصف الوحش قد يكون لفظًا مهذبًا.

تبدأ القصة عام 2008، إذ يتم القبض على بيرني مادوف الاقتصادي المرموق في أروقة قلعة الرأسمالية في وول ستريت بتهمة الاحتيال المالي. يعود مخرج العمل جو بيرلينجر بالزمن إلى شباب مادوف وبداياته المتواضعة كمحاسب ومستشار استثماري، وما تمكن عبر الوقت من تحقيقه للوصول لقمة القمم في وول ستريت، في ما يبدو قصة تسويقية للحلم الأميركي.

لكن عندما تأزم النظام المالي العالمي في عام 2008، بدأ كل شيء بالانهيار ليظهر الجانب المخفي من القصة، وهو أن قصة مادوف لم تكن قصة صعود عصامي بل كانت أكبر عملية احتيال مالي في تاريخ الولايات المتحدة، وأن ما فعله لم يكن سوى استخدامه للخدعة الأكثر شيوعًا المعروفة بـ«مخطط بونزي».  تدور السلسلة حول سؤالين رئيسيين هما ماذا فعل مادوف وكيف أفلت من العقاب طوال 16 عامًا، لتنتهي القصة بالحكم عليه بالسجن 150 عامًا، قبل وفاته في السجن عام 2021.

السقوط المدوي: القضية ضد بوينغ
(Downfall: The Case Against Boeing)

تخبرنا الحياة دائمًا أنّ السقوط ليس آخر المطاف. لكن ما ينطبق في الحياة العادية قد لا ينطبق حينما تسقط الشركات، كما حدث في سقوط شركة الطيران الأكبر والأهم في التاريخ.

تخوض المخرجة المخضرمة روري كينيدي، في فيلمها الاستقصائي المعروض على شبكة «نتفلكس» في قضية سقوط طائرات من طراز بوينغ 737 ماكس. 

يبدأ الفيلم بسرد ذكي للأيام الطويلة الجيدة للشركة الأميركية، عندما كانت بوينغ تساوي كلمة السلامة، لكن في 29 تشرين الأول 2018، سقطت طائرة «ليون إير 610» في بحر «جافا» بعد وقت قصير على إقلاعها من جاكارتا، وقتل 189 شخصًا من ركابها وطاقمها. وبعد مرور خمسة أشهر، تحطمت طائرة أخرى من طراز «737 ماكس» في إثيوبيا.

هنا يبدأ الفيلم بإعادة تقييم ما أدى إلى تحطم طائرتين من طراز «بوينغ 737 ماكس» في غضون أشهر. وبشكل أكثر تحديدًا، يظهر لنا كيف بدأت ثقافة الشركة تتغير من «الأمان بأي ثمن» إلى «الربح بأي ثمن» بعد اندماج بوينغ مع ماكدونيل دوغلاس في عام 1996. أدت عملية الدمج هذه إلى تصادم مديري الشركة الثانية مع المهندسين المهتمين بمعايير السلامة في الشركة الأولى، وكما تصور المهندسون، ركز المديرون التنفيذيون على تخفيض النفقات واستمالوا المستثمرين في سوق الأسهم وضحوا بمعيار السلامة لجني الأرباح، ما قد يوضح العقلية الإدارية للشركة الساعية للتنصل المستمر من الكوارث التي تسببت فيها.

كل ما يتنفس
(All That Breathes)

«الحدأة طائر تقليدي، لديه دستور لا يتغير، يرتاح ويهاجم ويستحم ويعيش بنفس الأسلوب طول حياته، لكن خرق الدستور أصبح اليوم أمرًا طبيعيًا، كل شكل من أشكال الحياة يتأقلم مع المدينة الآن، الجرذان والخنازير والضفادع، البعوض، والأبقار، والسلاحف… كلها ترتجل وتتأقلم مع المدينة، فمع تغير هواء دلهي، تغيرت هي أيضًا».

اختيرت تلك الكلمات بعناية بينما كانت تلتقط كاميرا المخرج شوناك سين أحد أكثر اللقطات المعبرة عن كارثية الوضع في مدينة نيودلهي، ليس على البشر فقط بل على «كل ما يتنفس»، العنوان الذي اختاره للفيلم الذي رشح لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم وثائقي. الفيلم لا يرتكز على الطبيعة المجردة، بل على الأخوين نديم وسعود، اللذين من خلال تكريس حياتهما لرعاية طيور الحدأة السوداء المنتشرة في سماء دلهي، وتحويل قبو منزلهم لمركز رعاية للطيور المتساقطة كل يوم من السماء بسبب التلوث، طورا فهمًا للنظام البيئي للمدينة لا يمكن وصفه بالكلمات. بالإضافة لكل ذلك يتطرق الفيلم أيضًا للحياة اليومية لعائلة متوسطة في نيودلهي، وكجزء من أكثر من 200 مليون مسلم في الهند، تتعامل مع القانون الصارخ المناهض للمسلمين الذي تم تمريره في أواخر عام 2019.

منذ عرضه لأول مرة في مهرجان صندانس السينمائي 2022 حصل الفيلم المعروض على شبكة HBO على العديد من الجوائز والترشيحات المهمة.

نيران الحب
(Fire of Love)

في 3 حزيران 1991، ثار بركان جبل أونزين في جنوب اليابان وقتل 43 شخصًا. كان من بين القتلى زوجان فرنسيان هم عالما البراكين موريس وكاتيا كرافت، اثنان من أكثر المتفانين في تشكيل الوعي بالبراكين عن طريق أفلامهم وصورهم وكتبهم. لكن في عام 2022 جاءت المخرجة سارة دوسا لترى أفلام الزوجين بشكل مختلف، وتروي قصة حبهما وولعهما بالبراكين وبنفسيهما. 

في فيلمهما، تستكشف دوسا قصة الزوجين كرافت عبر تسجيلاتهما السابقة، وتضيء على الجانب الإنساني في تسجيلاتهما المذهلة لنشاط البراكين ولحظات انفجارها. يبحث الفيلم عن شيء رومانسي ليكرس عبره أسطورة الحبيبين اللذين أحبّا البراكين. في أحد المشاهد، يتحدث موريس عرضيًا عن احتمال الوفاة في ثوران بركان، وكأن الفيلم يشرك المشاهد في سؤال: هل اعتقدا حقًا أنه هذا يمكن أن يحدث؟ أم أن مخاطر حياتهما دفعتهما للتأقلم مع الخطر؟ في كلتا الحالتين، يتناول الفيلم ولادة علم البراكين، والتمييز بين نوعين مختلفين من البراكين. كان صادما بالنسبة لي معرفة أن الحمم الحمراء المتدفقة، أقل خطورة من النوع الرمادي المتفجر، والغبار الذي يحدثه، والذي يمكن أن يبتلعك في لحظة، كما حدث لعائلة كرافت في أونزين.

الحرية لتشول سو لي
(Free Chol Soo Lee)

في عام 1974، أدين تشول سو لي زورًا بما وصفته الصحافة في ذلك الوقت بعملية قتل لرجل عصابة بالحي الصيني. بعض السياح البيض اعتقدوا أنّ لي هو القاتل الذي شاهدوه، ليوضع لي صاحب الـ21 عامًا في السجن منتظرًا تنفيذ حكم الإعدام. 

يتناول الفيلم الذي أخرجه كل من جولي ها ويوجين يي، قصة ملحمية للأمريكيين من أصل آسيوي في سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم، كان بطلها الأميركي من أصل كوري، تشول سو لي. يتناول الفيلم حياة تشول سو لي، وسفره للولايات المتحدة ولم شمله مع أمه في زمن التغيير التاريخي الكبير في المجتمعات الأميركية الآسيوية بعد إقرار قانون الهجرة لعام 1965. لكن في أقل من عقد من الزمان، يجد تشول لي سو نفسه يوصف بأنه مجرم عنيف ومدان.

سرعان ما أصبح تشول سو لي نقطة تجمع لحركة أميركية آسيوية غير عادية في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات. جمعت قضية لي المهاجرين والآسيويين المولودين في الولايات المتحدة في تحالف تمّ تنظيمه في إطار شبكة وطنية لتشكيل للجنة الدفاع عن تشولي. توسعت هذه الحركة الاجتماعية الشعبية المتنوعة، لتتحول حركة «الحرية لتشول سو لي!» لحملة دامت ست سنوات وأدت إلى إطلاق سراح لي من جناح المحكوم عليهم بالإعدام في سجن سان كوينتين في عام 1983.

يجسد لي، المسجون في وقت كان فيه السجناء الأمريكيون الآسيويون نادرين، والأمريكيون الكوريون أكثر ندرة، الحقائق الاجتماعية لعدم المساواة العرقية والطبقية، ونظام العدالة الجنائية غير العادل، وسياسة عصابات السجون، والموت. ورغم أن قضية لي أصبحت شهادة على نضال مجتمعات الأقليات في الولايات المتحدة، إلا أنّ الفيلم يتناول أيضًا الجانب غير المشرق في القضية وهي حياة لي التي تدمرت بالفعل، وكيف استمر في الانهيار بعد خروجه من السجن.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية